ALGHALI
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم انت الآن زائر ندعوك للتسجيل معنا
لنرتقي بالمنتدى ونفيد ونستفيد


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ALGHALI
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم انت الآن زائر ندعوك للتسجيل معنا
لنرتقي بالمنتدى ونفيد ونستفيد
ALGHALI
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» السباق الولائي المدرسي 2013 بلدية الغيشة
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالخميس نوفمبر 28, 2013 12:03 am من طرف المدير العام

» كيف تغير لغة متصفح Mozilla Firefox دون اعادة تصيبه
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالخميس نوفمبر 14, 2013 10:42 pm من طرف المدير العام

»  برامج لتحرير وتنظيف ذاكرة نظام
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالخميس نوفمبر 14, 2013 6:26 pm من طرف المدير العام

» دعاء اليوم
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالسبت سبتمبر 07, 2013 4:02 pm من طرف المدير العام

» العفو و التسامح.......من أخلاق النبوة
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالسبت سبتمبر 07, 2013 2:47 pm من طرف المدير العام

» اختار السورة
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالجمعة يوليو 19, 2013 1:36 pm من طرف المدير العام

»  القرآن في شهر القرآن "
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالجمعة يوليو 19, 2013 1:35 pm من طرف المدير العام

»  البرنامج الرائع احكام التجويد عن رواية حفص بن عاصم •】
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالجمعة يوليو 19, 2013 1:34 pm من طرف المدير العام

» أسرار الشفاء بالصلاة / بحوث حديثة !!!
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Emptyالخميس مايو 16, 2013 4:06 pm من طرف المدير العام

أفضل 10 فاتحي مواضيع
المدير العام
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Vote_rcapما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Voting_barما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Vote_lcap 
max52
ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Vote_rcapما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Voting_barما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Vote_lcap 

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 89 بتاريخ الأربعاء أغسطس 08, 2012 11:06 pm
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم


ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟

اذهب الى الأسفل

ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟ Empty ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟

مُساهمة من طرف المدير العام الأربعاء فبراير 20, 2013 4:08 pm

ما المشكلات الصحية التي تَنتج عن الحروق؟
كغيرها من الإصابات والأمراض المختلفة التي يتعرَّض لها جسم الإنسان -
فإن للحروق مشكلاتها الصحية، التي تتراوَح خطورتها بين الخفيفة والشديدة
القاتلة، ويُمكن لنا تقسيم ما تُخلِّفه الحروق من تأثيرات في صحة الجسم،
إلى مضاعفات موضعية وأخرى عامة.

يُقصد بالمضاعفات الموضعية: تلك التي تَحدُث في موضع الحرق؛ أي: في
المكان الذي تعرَّض فيه الجلد إلى مصدر الحرارة المباشرة، ومن أمثلتها:
التهاب الجلد، والنزيف، وظهور التشوُّهات بأشكالها المختلفة، وتساقُط
الشعر، وتغيُّر درجة لون الجلد، والإصابة ببعض أنواع سرطان الجلد، وهذه
الأخيرة قد تَحدث بعد سنوات طويلة لاحقة من الإصابة بالحرق.

أما المضاعفات العامة، فتحدث في أي جزءٍ من أجزاء الجسم، وليس بالضرورة
أن يكون هذا الجزء قد تعرَّض بصورة مباشرة إلى المصدر الحراري، فقد
تتأثَّر بعض أعضاء الجسم الداخلية نتيجة لهذا الحرق، ومن أمثلة هذه
التأثيرات: الاختناق الناتج عن الأبخرة والغازات المصاحبة لعملية
الاحتراق، الذي يؤدي إلى إصابات بليغة في الجهاز التنفسي، وقد تكون قاتلة
في حالات كثيرة.

ومن المشكلات الصحية الأخرى: فشل الكُلى، وقُرحة المعدة، وما يُعرف بتجرْثُم الدم Septicemia،
وهي أخطر المضاعفات على الإطلاق، وتعني: انتشار الجراثيم من المكان
المصاب إلى أجزاء الجسم المختلفة، عن طريق الدورة الدموية للجسم.

ومن المضاعفات كذلك: فشل القلب، وفِقدان سوائل الجسم، واضطراب نظام معادنه وأملاحه، وإصابة الجسم بالصدمة Shock، وهي حالة مرضيَّة خطيرة تؤدي إلى تدهور سريع في وظائف الجسم وأجهزته المختلفة.

تعتمد النقطة الأولى في برنامج معالجة الحروق الناجح، على إبعاد المصاب
بسرعة عن المصدر الحراري، وتجريده من ثيابه التي تأثَّرت بذلك المصدر؛
وذلك لأن بقاء الثياب المحترقة في تماسٍّ مباشر مع الجلد، يؤدي إلى المزيد
من تخريب الأنسجة والخلايا؛ لاستمرار التفاعل الحراري بين الثوب الساخن
وسطح الجلد.

يلي ذلك صبُّ كميَّات كبيرة من الماء فوق الأجزاء المحروقة، ولهذا الماء
دورٌ كبير في تخفيف شدة الألَم، ثم يتم تَغطية الأماكن المحروقة بثوبٍ
نظيف، ويجب بعدها نقْل المريض إلى أقرب مستشفى؛ حيث يتم هناك تخفيف الألم
بإعطاء الأدوية المسكِّنة، والبَدء بالمعالجة النوعية المتخصِّصة للحرق.

يُعَد تعويض ما فقَده الجسم من السوائل، حجر الأساس الأهم في خطة الحروق
العلاجية، وتتفاوَت كميَّة السوائل المُعطاة من مريضٍ لآخر، وتُعطَى عادة
في صورة محاليلَ وريدية.

وقد تحتاج بعض الحالات المصابة بحرق عميقٍ، إلى تدخُّل علاجي جراحي، وأكثر ما يتم إجراؤه هنا عملية إزالة أجزاء الجلد الميت Escharectomy ،
وتعني: تنظيف الجسم من بقايا عملية الاحتراق ومخلَّفاتها العالقة؛ لأن
بقاء هذه الأجزاء قد يؤدي إلى انتشار الالتهاب إلى أعضاء أخرى سليمة.

والعملية الأخرى هي: تطعيم الجلد Skin Grafting،
ويُقصَد بها: أخْذ جزءٍ من الجلد السليم غير المحترق، ووضعه مكان الجلد
المصاب؛ حيث تتم تغطية المناطق المكشوفة التي سقَط الجلد عنها، بهذا الجلد
الجديد المزروع، الذي سيؤدي معظم وظائف الجلد الطبيعي لاحقًا.

وأخيرًا، فإنه يجب توقُّع حدوث بعض التشوُّهات التالية للحروق العميقة،
وهذه تستدعي تدخُّلاً جراحيًّا تجميليًّا في وقتٍ لاحق، وهناك العديد من
عمليات التجميل التي تطوَّرت في الآونة الأخيرة، والتي تَهدف إلى خدمة هذا
الغرض.

وقفة مع حال أهل النار في الآية الكريمة:
والآن أيها الإخوة والأخوات، وبعد هذه اللمحة العلمية الموجزة، عن طبيعة
خِلقة جلد الإنسان، وما يُمكن أن يَعتريَه من التغيُّرات والاضطرابات
الوظيفية والفسيولوجية، التي تلي تعرُّضَه إلى الحرارة الشديدة - سنقف بعض
الوقت مع الألفاظ الكريمة والإشارات التي ورَدت في هذه الآية الكريمة،
التي تصوِّر بعض حال أهل النار، وشيئًا مما يَعرِض لهم من عذابها، وهم
الذين وقَع عليهم وعيد الله - تعالى - بتعذيبهم في نار جهنَّمَ؛ نتيجة
كُفرهم وعِصيانهم، لَمَّا أغمضوا أبصارهم وبصيرتهم عن نور الحق، واستجابوا
لنداء الهوى والنفس والشيطان؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ
كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًا كُلَّمَا نَضِجَتْ
جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا
﴾ [النساء: 56].

إنه لمشهد عظيم، يبدأ ولا يكاد ينتهي، وهو مشهد شاخص متكرِّر، يَشخَص له
الفكر والخيال، ويَحار لهوْلِهِ العقل واللبُّ، ولهذا الهول جاذبية تأْسِر
وتَقهَر، وقد أبدع سياق الآية الكريمة في رسْم المشهد والصورة الدقيقة،
فاعتبِروا يا أُولي الألباب.

في حقيقة الأمر، فلِكَيْ نعطي الآية بعض حقها من الشرح، وإيضاح ما
احتَوته من أسرار وإعجاز لغوي وبياني، فإنه يجب علينا الوقوف أمام كل كلمة
تضمَّنتها هذه الآية، وسوف نرى أن كل لفظة من ألفاظها الكريمة، تحمل في
طيَّاتها الكثيرَ من الأسرار والمعاني والإشارات، التي أخذ يَكشف عن
نقابها العلمُ الحديث شيئًا فشيئًا.

تتحدث الآية الكريمة عن الحال التي سيؤول إليها أهل النار ممن كفَر بآيات
الله، وجحَد ما أنزَله على رُسله، وقد ورد في النص قول الحق ﴿ سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ﴾، وكلمة (سوف)
تعني: حدوث فِعْلٍ في المستقبل مؤكَّدٍ مُحتم، لا بد منه، ولا مفرَّ، ولا
مَلجَأ، ولا منجى، فالحادثة لا شك إذًا واقعة، وما يُبدَّل القول،
وسيتحقَّق الوعد، وسيجيء الوعيد، وسوف يَصلى الكافرون إذًا نارَ جهنَّمَ لا
مَحالةَ، وما ربُّك بظلاَّم للعبيد، ولكن الناس كانوا أنفسَهم يظلمون.

وأصل الصِّلَى في اللغة: الإيقاد بالنار والابتلاء بها، وصَليتُ الشاة:
أي شَويتها، قال الخليل: صَلِيَ الكافرُ النارَ؛ أي: قاسى حرَّها، وقال
الطبري: سوف يُنضَجون في نار يُصْلَون فيها؛ أي: يُشْوَون فيها.

أما الحافظ ابن كثير، فقد فسَّر الصِّلى بالنار بدخولها دخولاً كاملاً،
يُحيط بجميع أجرام الكافر وأجزائه، فهي - والعياذ بالله - عن يمينه
وشماله، ومن فوقه وتحته، وأمامه وخلفه، فلا يكاد يُرى لها بدٌّ، ولا منها
مَهربٌ أو مفرٌّ.

ثم ورَدت في الآية الكريمة كلمة ﴿ كُلَّمَا
﴾، وهي لفظ معروف يدل على استمرار حدوث الفعل، وتَكرار المعنى في دورات
متجددة، ولا انتهاءَ لها، وتدل أيضًا على عدم توقُّف الحدث عند حدٍّ
معيَّن، بمعنى أن فِعلَ الصِّلَى بالنار والاحتراق بها، مستمرٌّ دائم،
وتأثير مصدر الحرارة في الأجساد هنا - وهو النار - لا ينقطع عن الجلد،
والعقوبة مستمرة، والنَّكال لا يَنفكُّ.

ويحتاج لفظ ﴿ كُلما ﴾ - كما يقول أهل اللغة -
إلى جملتين، تترتَّب إحداهما على الأخرى، وفي مثالنا هنا في هذه الآية
الكريمة، نرى جليًّا أنه كلما نضِج جلد أهل النار السابق، بُدِّل جلدًا
آخر غير مُحترق، فتَرَتَّب تبديلُ الجلود إذًا على نُضْجها.

وهكذا يستمر شريط طويل وحلقات متعاقبة، من عملية الاحتراق المتواصلة التي
يتلوها نُضْجٌ للجلود وتبديلٌ، فنُضجٌ وتبديلٌ آخَران، دون أن يقفَ مسرح
الأحداث هذا عند مرحلة معيَّنة، أو زمنٍ ما، فتغدو العملية إذًا ذات بداية
لا نهاية لها إلى أن يشاء الله، وعن ذلك يقول الحسن: "تأكل النارُ
جلودَهم كلَّ يوم سبعين ألف مرة، كلما أكَلتهم، قيل لهم: عودوا، فعادوا
كما كانوا".

ثم تأتي أيها الإخوة والأخوات، الكلمة التالية في سياق الآية الكريمة، وهي ﴿ نَضِجت ﴾، ويورد ابنُ منظور في لسان العرب مادةَ (نَضِج)، وعنها يقول: نَضِج اللحمُ شـِواءً، إذا أُدرِك شيُّه، وقال صاحب المفردات: نَضِجَ اللحم نُضجًا ونَضْجًا إذا أُدرِك شَيُّه.

وعلى كل حال، فالمعنى ظاهر بيِّن، لا غُبار عليه، واللفظ جاء عنيفًا
مُفزِعًا، فهو صورة وانعكاس للحالة التي يكون عليها الجلد المحروق، بعد
فترة من بداية احتراقه إلى أن يبلغ نهاية عملية الشَّيِّ بالنار، فمن
المعروف أنَّ عملية النُّضج لا تَحدث بسرعة؛ أي: إنه يَسبقها مرور وقتٍ
ليس بالقصير، من التعرُّض المستمر والمباشر إلى ألْسِنة اللَّهَب.

بالطبع فإنَّ عذابًا كهذا الذي يُصيب أهل النار، لا يقف بُرهة خلال عملية
الشِّواء، بل إنَّ الألَم يبدأ من لحظة تلامُس النار مع الجلد، ويستمر
دون كَللٍ أو مَللٍ، ويزيد هذا الألَم تدريجيًّا؛ ليتدرَّج الحرق كما
عرَفنا قبل قليلٍ، بَدءًا من الدرجة الأولى، ومرورًا بالثانية، فالثالثة،
فالرابعة، وهي كما علِمنا أعمقُ درجات الحرق.

وهكذا يَستمر مسلسل عملية الاحتراق، وشريطه الذي لا يعرف الكَلل أو
المَلل، وتتخرَّب خلايا الجلد وأنْسِجته تدريجيًّا؛ مما يُفقد الجلد
قِوامه وتماسُكه، ويزول عنه بريقُه ولَمعانه، وتضيع معالمه التشريحية
شيئًا فشيئًا، إلى أن يصل الأمر بالجلد إلى مرحلة الشِّواء التام
والنُّضج، وهنا يكون الجلد قد تساقطتْ عنه خلاياه، وأخذتْ أنسِجته تتآكلُ
تحت تأثير ألسِنة النار المُحرقة حتى تذوبَ تمامًا، ولا يَبقى في الجلد
بعد الآن رَمقٌ من حياة، أو طاقة من إحساسٍ.

تتوالى أحداث قصتنا الرهيبة هذه أيها الإخوة تِباعًا، ويَعقُب ذلك مرحلة
جديدة، وهي خطوة عجيبة خارقة للطبيعة المألوفة، وتحدُث بقدرة الله - تعالى
- وإرادته، التي لا يقف أمامها شيء، إنما أمْره - تعالى - إذا أراد شيئًا
أن يقول له: كن، فيكون، فيأتي الأمر الإلهي هنا بتبديل جلود أهل النار،
وهنا يتبادَر إلى الأذهان سؤال: لماذا ورَد اللفظ القرآني هنا ﴿ بدَّلناهم ﴾، ولم يقل (أبْدَلناهم)؟! وهل ثمَّة فارقٌ في المعنى والمضمون بين هذين اللفظين؟!

في الحقيقة، إنَّ هناك بونًا شاسعًا بين الكلمتين (بدَّلناهم، وأبدَلناهم
وأفاض أهل اللغة في تعليقهم على هذا الموضوع، وهذا يضيف إلى قائمتنا
لونًا بيانيًّا وضربًا إعجازيًّا جديدَين، ومما ورَد في كتب اللغة من
تعريف التبديل، (وهو مصدر بدَّلناهم الواردة في الآية): جعْلُ نفس الشيء مكانَ شيءٍ آخر، ومنه أيضًا: تغيير الصورة إلى صورة أخرى، مع بقاء الجوهرة بعينها.

أما الإبدال، فهو مصدر للفعل (أبدلناهم
ولم يَرِد في آيتنا الكريمة تلك، فهو يعني تَنحية للجوهرة، واستئنافَ
جوهرة أخرى مختلفة تمامًا؛ أي: وضْع شيءٍ مغاير تمامًا مكانَ شيءٍ آخر.

قال ثعلب مُعلِّقًا على هذه الآية فيما نقَله صاحبُ التاج: فهذه هي
الجوهرة نفسُها، وتبديل الجلود تغييرُ صورتها إلى غيرها؛ لأنها كانت
ناعمة، فاسْوَدَّت من العذاب، فرُدَّتْ صورة جلودهم الأولى لَمَّا نضِجت
تلك الصورة، فالجوهرة إذًا واحدة، والصورة هي المختلفة.

وما يخصُّنا هنا هو العملية الحيوية العجيبة، التي تعتري جسم الإنسان،
ويحدُث فيها أن تتكاثرَ خلايا الجلد وأنسِجته المحروقة من جديد؛ مما يؤدي
إلى ظهور جلدٍ آخرَ، غير الذي سبَق له أن احترق حتى نضِج، إلا أن الجلد
الجديد هذا شبيه بسابقه تمامًا، مثيلٌ له، مكتملُ التركيب، تامُّ المعالم
والوظيفة، ويضمُّ بين دَفَّتيه كلَّ مكونات الجلد السليم، لا يَنقصه منها
شيءٌ، في حين أنَّ لفظة (أبدلناهم) تعني:
الإتيان بشيءٍ جديد وعنصر آخرَ، قد يكون مختلفًا عن الجلد، والله - تعالى -
إنما يريد الجِلدَ نفسَه بجميع عناصره ومكوِّناته وأنسِجته، وخصائصه
السابقة التي كان الخَلق الأول عليها.

ومرة أخرى سيخضع هذا الجلد الجديد - في نار جهنَّمَ - لعملية تعذيبٍ أخرى
بالنار في دورة جديدة، وهكذا تحدُث عملية تسلسل متكرِّرة، بدايتها في
احتراق الجلد تدريجيَّا، إلى أن يصِل إلى مرحلة الشِّواء، فالنُّضج التام،
الذي سيتلوه تساقُط للجلد المحروق، وهذا بدوره سيَليه تبديلٌ جذري لهذا
الجلد المصاب، بظهور جلدٍ آخرَ يَحِلُّ محله.

وهكذا تستمر هذه العملية من العذاب الدائم الذي لا انقطاع له، ويبقى
الكافر في دوَّامة من العذاب لا تنتهي، فما أن يخرجَ من دورة احتراقٍ، حتى
يدخل في أخرى، وتكتمل فيهم حلقات الشقاء والبؤس، حين ينادي المنادي: يا
أهل النار، خلود فلا موت؛ كما جاء في الحديث الشريف، ويظهر حينها الندم
على ما كان من صدِّ الآذان عن سماع الحق الذي جاءَت به رُسل الله، ولاتَ
ساعة مَندم.

ويتمنَّى حينها أهلُ النار الموتَ، وينادون مالكًا يرجونه أن يقضيَ عليهم
ربُّه، فيُخلصهم مما هم فيه من ذلٍّ وعذابٍ مُهين، فيأتيهم الرد
مُقبِّحًا لهم وزاجرًا: إنكم ماكثون، فلا خروج عن المكان ولا نزوحَ،
وينادي الكافر - وقد أكَلت الحسرة كبده، ومزَّقت قلبه وفؤاده -: يا ليتني
كنت ترابًا.

ويختم الله - تعالى - قوله الكريم، مصوِّرًا ذلك المشهد الرهيب بجملةٍ شرطية واحدة: ﴿ لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾، وهي تعليل لقوله - تعالى -: ﴿ بَدَّلْنَاهُمْ
﴾، وهنا يظهر إعجاز بياني جديد، فقد ثبتَ علميًّا أن جلدَ الإنسان
الطبيعي يضمُّ في سطحه الفسيح، الكثيرَ من نهايات الأعصاب الحسيَّة، وهي
نقاط الحسِّ التي يبدأ منها صدور الشعور، فتُترجِم شعور الجسم بالألم
والحرارة؛ لأن تعرُّض هذه الأعصاب الجلدية إلى مصدر الألم أو الحرارة،
يؤدي إلى إرسال إشارات سريعة خاصة إلى الألياف العصبية، وصولاً إلى الدماغ
والجهاز العصبي في جسم الإنسان، وهناك يتم إدراكها واستبانة دَلائلها؛
مما يعطي شعور النفس بالألَم والإحساس به، وذلك بحسب عادة خلْق الله
تعالى، وفِطرته التي فطَر الناس عليها.

ومن عجائب خلْق الله في هذا المجال: الدقة المتناهية والسرعة الفائقة،
التي تمتاز بها نواقلُ الإشارات من الألياف العصبية؛ إذ يبلغ قطرها 1 /
4000 من البوصة، وتبلغ سرعة نقْلها للرسائل 200 ميل في الساعة.

وفي حال إصابة الأعصاب بمرضٍ ما أو اضطراب وظيفي، والمثال الذي يهمنا هنا
هو احتراق أعصاب الجلد، فإن هذه الوظيفة تتعطَّل، فيتوقَّف ساعي البريد
الذي يحمل الرسائل، وتنقطع وسيلة الاتصال بين الجلد والجهاز العصبي،
ويُفقَد حينها الشعورُ بالألم تدريجيًّا إلى أن يختفيَ تمامًا.

إذًا فلولا عملية تبديل الجلد التي سيَخضع لها المعذَّبون من أهل النار،
ولولا الأعصاب الجديدة التي ستظهر في جلودهم الجديدة - لفقَد أهل النار
الشعورَ بالألم حينما تَنضَج جلودُهم أول مرة، ولغدَت عملية التعذيب
قصيرة، وذات نهاية ستأتي حتمًا وإن طال انتظارها، إلا أنَّ قدرة الله -
تعالى - وإرادته، أبَت إلا أن يتبدَّل الجلد بجلد غيره يرجع كنظيره
السابق؛ بُغية أن يدومَ على أهل النار تذوُّقُهم للمزيد من الأذى والعذاب
اللذين لا يَقفان لحظة واحدة ولا ينقطعان؛ جرَّاء ما اقترَفته أيديهم من
التفريط في جَنب الله.

لكن يظهر لدينا الآن سؤال: لماذا قال - تعالى -: ﴿ لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾؟ وعلى مَن يعود الضمير هنا؟
نجيب عن ذلك فنقول: إن الهدف المقصود هنا من عملية التعذيب بالنار، هو
تعذيبُ النفس والبدن، وإيلامُ رُوح صاحب الجسد المعذَّب، وليس المطلب هو
تعذيب الجلد نفسه، ولو أُريد تعذيب الجلود ذاتها، لقيل في الآية: (لِيَذُقْنَ الْعَذَابَ) بدلاً عن ﴿ لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾.

وفي ذلك ورَد عن الزمخشري في الكشاف:
فإنْ قيل كيف تُعَذَّب مكانَ الجلود جلودٌ لم تَعصِ الله؟ قلتُ: العذاب
موجَّه للجملة الحسَّاسة، وهي التي عصَت لا الجلد، وهذا يعني أنَّ طاقة
العذاب ومَطارقه التي لا تَرحَم موجَّهة نحو صاحب الجلد ونفسِه التي
يَحملها بين جنبَيْهِ.

وثمة سؤال آخر يُثيره هنا أهل اللغة: لماذا جاء النص ﴿ لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ﴾، وليس (لِيَتَذَوَّقُوا الْعَذَابَوهل مِن فارقٍ بين عملية الذَّوق وعملية التذوُّق؟
نعم، هناك فرق كبيرٌ بين اللفظين، واختيار الذوق بدلاً عن التذوُّق، جاء
في مكانه الدقيق في الآية الكريمة، مُصوِّرًا للحالة التي سيكون عليها
العذاب في النار، وعن ذلك يفصِّل أهل اللغة الكلام، فذاق الطعام؛ أي: خَبر
طَعمه، بينما تذوَّق الطعام تعني: شعَر بطعمه شيئًا بعد شيءٍ.

وإن أردنا قياس ذلك على موضوعنا في ظل الآية الكريمة، نرى أن أهل النار
سيذوقون عذابها، وهذا يعني أن شعورهم بمذاق العذاب لا يقف بُرهة ولا
يَنفك، فطعمه إذًا دائم مستمر متواصل، أما إن قيل: إنهم سيتذوقون العذاب -
لكان حينها طعمُ ذاك العذاب متدرِّجًا، وقد تتخلَّله فترات من الراحة
والهدوء، أو فواصلُ من عدم التعرض للعذابِ، وهذا ما نفَته الآية الكريمة
نفيًا قاطعًا، حين اختارت أسلوب ذوق العذاب لا تذوُّقه.

أيها الإخوة:
وفي مقابل هذا المشهد المكروب من العذاب الشديد والسعيرِ المتأجج، والنار
التي لا تَخبو، والألَم المستمر، والجلود المُنهكة التي كلَّما نضِجت
بُدِّلت - نجد السعداءَ من الذين آمنوا وعملوا الصالحات، الذين أجابوا
داعيَ الحق، فاستجابوا لله والرسول، على الجانب الآخر المقابل، في ظروفٍ
جدُّ مغايرة، وفي أوضاع جدُّ مختلفة، لا تَمُتُّ إلى واقع أهل النار بصِلة
أو شَبَهٍ، أو رابطٍ.

ونرى ذلك واضحًا جليًّا في الآية التي تلتْ آيتنا تلك: ﴿ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا
أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا
﴾ [النساء: 57].

فهم في جنات عدن التي تجري فيها الأنهار في جميع فِجاجها وأرجائها، وهم
فيها مقيمون خالدون، في نعيم دائمٍ لا يَنقطع، لا يَحولون ولا يَزولون،
ولهم فيها أزواج تَطهَّرنَ من دَرَن الدنيا وأذاها ومآثمها، وهم مع ذلك
كله مُدخَلون في ظلٍّ ممدود، واسع الأرجاء، كثيرٍ، طيِّب وأنيق، وقد دخلوا
الجنة، ونسُوا ما علِق في أبدانهم من كبَدِ الدنيا وضِيق عيشها، وتَكتمل
لهم نعمة الله وفضله وإحسانه، حين ينادي المنادي: يا أهل الجنة، خلودٌ فلا
موت.

وفي وصْف أهل الجنة المَرضيِّ عنهم، تقابلٌ كامل عن المغضوب عليهم
السابقين، واختلافٌ جذري في الجزاء، وفي المشاهد، وفي الصور، وفي الإيقاع،
على طريقة القرآن الفريدة الخاصة، في تصوير مشاهد القيامة ذات الأحداث
المثيرة والإيحاء القوي العميق.

وهكذا أيها الإخوة، وقَفنا مع آية كريمة، ورَدت في كتاب الله في حقِّ حال
أهل النار، وما يُصيبهم فيها وينتظرهم من العذاب، ورأينا ما في الآية من
فصاحة وبيان لغوي، واختيار دقيقٍ للألفاظ التي أُحْكِمت في وصْف حالة
الجلد المعذَّب، وما يَعتريه من تغيُّرات وتبدُّلٍ من حالٍ إلى أخرى؛
ليَذوق أهل النار الخزي والعذاب، وقانا الله من ذلك!

ختامًا:
فإن الآيات التي تناقش مثلَ هذه الحقائق العلمية المثبَتة كثيرةٌ، ولم
يَحدث أن أثبتَ العلم خلافَ ما أقرَّه القرآن الكريم في خبرٍ من تِلْكُم
الأخبار، بل على العكس تمامًا، فقد جاء العلم الحديث شاهدًا على صدق
الرواية القرآنية، وليرشد كل ذي عقلٍ وحكمة إلى أن هذا الكلام إنما هو من
عند الله، ولو أنه كان من عند غير الله، لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا.

إن كتابنا الكريم هذا، لا تزيده العلوم والمكتشَفات الحديثة إلا قوة
وثباتًا، ويومًا بعد يوم تَسطَع شمسُه على رؤوس الأشهاد، وتُصليهم قوارع
التحدي أن يأتوا بمثله، وأن يَحشِدوا لذلك كلَّ مواهبهم، وليَستنصروا بمن
شاؤوا في ذلك، جنًّا كانوا أم إنسًا، ويبقى التحدي للإنسان قائمًا إلى يوم
القيامة، ويبقى عجْزُه عن محاكاته واضحًا لا غبارَ عليه.

أيها الإخوة والأخوات:
حرِيٌّ بنا وجديرٌ أن نُضيف الإعجاز العلمي المُثبَت - الذي كشف العلم
الحديث عن نقابه - إلى قائمة أساليب الدعوة إلى الله، فتوظيفُه هنا عينُ
الصواب، فمَن غيره - سبحانه وتعالى - علَّم هذا النبي الأمي تِلْكُم
الآيات الباهرات، وأوحى إليه بها في وقتٍ كان ضباب الجهل يَعصِف بأُمة
العرب، وتَقودها الجاهلية فيه من ظلامٍ إلى ظلام؟!

مَن غيرُ رسالة الله أوحَ بتلك الإشارات التي لم يَعرف الإنسان شيئًا من أسرارها إلا في القرون المتأخرة؟!

مَن غيرُ دعوة الحق قادرة على تفسير الحقائق، وشرْح خفايا الأمور ودقائقها في أسلوب مُحكم وبليغٍ؟!

كلها أسئلة - وكثير غيرُها - تؤكِّد أنَّ كلام الله ما هو بنُطقٍ عن الهوى، إن هو إلا وحي يُوحى.

والحمد لله ربِّ العالمين.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

المدير العام
المدير العام

عدد المساهمات : 602
نقاط : 15745
تاريخ التسجيل : 13/01/2012
الموقع : /alghali.alafdal.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى